منير رحومة، علي معالي، وليد فاروق، مراد المصري (دبي)

توج الشارقة بطلاً لأول ألقاب الموسم الجديد «2019- 2020»، بفوزه بكأس سوبر الخليج العربي، على حساب شباب الأهلي 4 - 3 بركلات الترجيح، مساء أمس، على ستاد آل مكتوم في دبي، بعد نهاية المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل السلبي.
وعوض «الملك» بطل الدوري في الموسم الماضي 2018 - 2019، خسارته لقب أول سوبر في تاريخ كرة الإمارات بركلات الترجيح أمام النصر 4 - 5، موسم 1989- 1990، بالفوز باللقب الثاني في تاريخه، والأول في الاحتراف، بعد موسم 1993- 1994 على حساب الشباب 2 - 0 في النهائي.
وحرم «الملك» منافسه «الفرسان» من التتويج باللقب الخامس ومعادلة إنجاز العين، ويحمل تاريخ البطولة فوز «الأهلي» باللقب في أربع مناسبات جميعها في «عصر الاحتراف» مواسم 2008 - 2009 أمام الشباب، 2013 - 2014 و2014 - 2015 أمام العين، و2016 - 2017 أمام الجزيرة.
وهي المرة السابعة التي تحسم فيها «ركلات الترجيح» لقب سوبر الإمارات، والسادسة في «عصر الاحتراف» بعد مواسم 1989- 1990 «النصر»، 2009 - 2010 «العين»، 2011 - 2012 «الجزيرة»، 2012 - 2013 «العين»، 2013 - 2014 «الأهلي»، 2018 - 2019 «الوحدة».
ولم يشفع النقص العددي في صفوف «الملك»، بطرد مدافعه الحسن صالح منذ منتصف الشوط الأول لشباب الأهلي، في حسم المباراة في الوقت الأصلي، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لـ«الملك» بعد تسجيله 4 أهداف شوكورف، جوميز، محمد الشحي، ريان مينديز مقابل إهدار ركلة أولى نفذها إيجور وتصدى لها ماجد ناصر، في المقابل اكتقى «الفرسان» بتسجيل ثلاثة ركلات بوساطة أحمد خليل، يوسف جابر، ليوناردو، فيما أهدر فيدريكو ولوفانور الركلتين الثانية والثالثة على التوالي.
وبدت رغبة التتويج باللقب واضحة المعالم على تشكيلة الفريقين، من خلال الاعتماد على أبرز العناصر الأساسية، حيث دفع المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري المدير الفني للشارقة بالأسماء الأساسية ذاتها التي قادت فريقه للفوز بلقب الدوري في الموسم الماضي، باستثناء تعديل وحيد بمشاركة البرتغالي ريكاردو جوميز في قلب الهجوم، معوضاً رحيل البرازيلي ويلتون سواريز المنتقل للوصل.
في المقابل، لم تستمر مفاجأة الأرجنتيني رودولفو أروابارينا، المدير الفني لشباب الأهلي، بالدفع بالعائد ماجد حسن في وسط الملعب، بعد غيابه عن مشهد انطلاقة الموسم الحالي 2018 - 2019 بداعي الإصابة طويلاً، بعد ما عاودت اللاعب الآلام إثر كرة مشتركة مع ماجد سرور ليخرج في الدقيقة 13، مقابل دخول عبدالله النقبي.
ولم تمنع سيطرة شباب الأهلي على زمام الانطلاقة والاستحواذ المميز على الكرة، هجوم الشارقة من قيادة التهديد الأول في المباراة على مرمى «الفرسان» عن طريق إيجور كورنادو من تسديدة مباغتة تصدى لها ماجد ناصر على مرتين في الدقيقة 26، وشهدت الدقيقة 31 طرد الحسن صالح الظهير الأيسر للشارقة بالبطاقة الحمراء، بعد عودة الحكم محمد عبيد خادم إلى «تقنية الفيديو» والتأكد من اعتداء اللاعب على مدافع شباب الأهلي عبد العزيز هيكل من دون كرة.
وحملت بطاقة الحسن صالح الرقم 9 في تاريخ «سوبر المحترفين» على مدار مواسمه الماضية، حيث كانت البداية لمحمد قاسم مدافع الأهلي موسم 2008 - 2009 أمام العين، والتي انتهت بتفوق الأخير بركلات الترجيح 5 - 3. وضمت قائمة أصحاب البطاقات الحمراء عدنان حسين «الإمارات»، إسماعيل مطر ومحمد الشحي «الوحدة» موسم 2010- 2011، ماجد حسن «الأهلي» 2013 - 2014، محمد عبد الرحمن «العين» موسم 2014 - 2015، سالم راشد «الجزيرة» وحبيب الفردانt «الأهلي» موسم 2016 - 2017.
وبدا من اللافت أن شباب الأهلي «الأهلي سابقاً قبل الدمج» ظل مرتبطاً بالبطاقات الحمراء في «سوبر المحترفين» في 5 مواسم، باستثناء موسم 2010 - 2011، والذي شهد إشهار ثلاث بطاقات حمراء في مباراة الإمارات والوحدة التي انتهت بتفوق «الصقور» بنتيجة 3 - 1.
وعزز النقص العددي في الشارقة من سيطرة شباب الأهلي على المباراة في شوطها الثاني، دون أن ينجح في الوصول إلى مرمى المتألق عادل الحوسني، في ظل الفدائية التي غلفت أداء لاعبي «الملك»، بعد دخول محمد الشحي بديلاً لعمر جمعة، والاستراتيجية الدفاعية المميزة للفريق ككل، في الوقت الذي دفع فيه شباب الأهلي بكل أوراقه الهجومية، بدخول أحمد خليل وفيدريكو كارتابيا بديلين للنقبي ومارياني، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للشارقة.

مروان بن غليطة والجنيبي يتوجان الشارقة
شارك مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة، في مراسم تتويج أبطال كأس سوبر الخليج العربي، بحضور عبدالله ناصر الجنيبي نائب رئيس اتحاد الكرة، رئيس رابطة دوري المحترفين، وسعيد حارب الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، وإبراهيم عبدالملك عضو مجلس إدارة شباب الأهلي. وبدأت مراسم التتويج بتكريم طاقم تحكيم المباراة الذي قاده محمد عبيد خادم، وتقلد لاعبو «الملك» الميداليات الذهبية، قبل أن يرفع شاهين عبدالرحمن كابتن الشارقة كأس البطولة، وسط احتفالات حاشدة من لاعبي الفريق وجمهور «الإمارة الباسمة»، بأول ألقاب الموسم الجديد 2019- 2020، تحت قيادة الوطني عبدالعزيز العنبري.

مروان بن غليطة: انتظروا بطولة دوري استثنائية
أكد مروان بن غليطة رئيس اتحاد كرة القدم، أن الشارقة وشباب الأهلي قلعتان كبيرتان في عالم الكرة بالدولة، ودائماً نستمتع بهما في المباريات، والأبطال دائماً أبطال، ومن دون شك كل فريق قام بتجهيز أوراقه بشكل إيجابي للغاية، وما شاهدناه في السوبر، يؤكد أن هناك تحضيرات قوية من الفريقين، ولا نخفي أن الجميع أصبح جاهزاً تماماً للانطلاقة المثيرة في دوري استثنائي.
وقال: ما حصلت عليه الرابطة يمنحها الأريحية لتطوير المسابقات الخاصة بها، ومتفائل بعملها بقيادة عبدالله ناصر الجنيبي، ونشاهد برمجة جيدة للموسم من خلال عمل منظم يخدم اللعبة في النهاية.
وأضاف: التحدي الأكبر من أنديتنا في كيفية جلب جماهيرها إلى المدرجات، والرابطة تقوم بدورها، ومن جانبنا في اتحاد الكرة قمنا بتجهيز الحكام على أعلى مستوى من خلال تقنية الفيديو وتسجيل اللاعبين، ولا ننسى أن الأندية استقطبت أسماءً كبيرة وخبرات متنوعة، وكلها مؤشرات على دوري استثنائي.

فييرا: الإعداد الذهني ينتصر على الاستحواذ
أرجع المدرب البرازيلي جورفان فييرا، خروج المباراة بمستوى فني غير مرتفع، لكونها جاءت في بداية الموسم، إلى جانب عامل الحرارة والرطوبة المرتفعة، لكنها جاءت جيدة بالنظر إلى اعتبارها حاسمة على لقب، وقال: «عرف الأرجنتيني ردولفو أروابارينا كيف يجعل شباب الأهلي يستحوذ، لكنه لم يجد حلاً للحسم أمام المرمى، فيما نجح عبدالعزيز العنبري من ناحية الإعداد الذهني للاعبيه الذين لم يتأثروا بالظروف العامة، وبدا واضحاً توقعهم بما يمكن حصوله، وهو ما قاد المباراة لركلات الترجيح التي حسمت النتيجة النهائية وهي خارج نطاق صلاحية المدربين باعتبارها تحسم بأقدام اللاعبين، ولكنها انتصار للهدوء، وحسن الإعداد الذهني.
وأوضح فييرا، أن شباب الأهلي ضغط مبكراً على المنافس وحاول التسجيل مبكراً، لإبعاد الشارقة عن الدخول في أجواء المباراة وإرباكهم، لكن بدا واضحاً أن «الملك» توقع هذا الأمر، وهو ما جعلنا نرى لاعبي فريقه يتعاملون مع السيناريو بهدوء، خصوصاً حينما أكمل المباراة بـ10 لاعبين.
وأشار أن خطورة الشارقة ظهرت من خلال الهجمات المرتدة، لكن الفريق احتاج لامتلاك الكرة لوقت أطول، بالنظر للضغط الذي تعرض له من المنافس، وهو الأمر الذي تطلب تقارب الخطوط في المقدمة لعلاج المسألة، فيما يحسب لـ «الفرسان» سرعته في نقل اللعب نحو منطقة الشارقة عبر محاولة توجيه الضربة القاضية لمنافسه، حيث كثف الفريق هجومه من الجهة اليمنى لاستغلال طرد الظهير الخاص بهذه الجهة، لكن في النهاية يمكن القول إن الشارقة خرج بنتيجة التعادل المرضية له، بالنظر للأداء العام من خلال التقارب بين خطوطه للتعامل مع النقص العددي، فيما لم يوجد لاعب حاسم لشباب الأهلي في المقدمة.
وفيما يتعلق بالشوط الثاني، قال: «جاء الشكل العام للأداء متوقعاً في ظل النقص العددي للشارقة، وذلك من خلال استمرار استحواذ شباب الأهلي على الكرة والمبادرة نحو التقدم، لكن الفريق واصل افتقاده اللمسة الحاسمة في منطقة الجزاء، فيما اعتمد «الملك» على الهجمات المرتدة، ويمكن الإشادة بدور الإعداد الذهني للاعبي الشارقة الذين دخلوا وفي محاولتهم الفوز باللقب بغض النظر عن الظروف العامة للقاء».

المهيري: طرد الحسن صالح «صحيح»
أكد إبراهيم المهيري، المحلل التحكيمي، أن تدخل تقنية الفيديو صحيح في الدقيقة 30، بطرد الحسن صالح، لاعب الشارقة، وذلك لاستخدام «الكوع» في الوجه أمام عبدالعزيز هيكل، وهو سلوك مشين، لأن الكرة ليست في اللعب، مشيراً إلى أن قرار الحكم غير صحيح بإنذار شاهين عبدالرحمن مدافع الشارقة في الدقيقة 45، حيث كان يجب تدخل «الفيديو» لطرده بسبب اللعب العنيف.
وأشار المهيري إلى صحة قرار الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء للشارقة في الدقيقة 61، لأن الكرة لمست الرأس وذهبت إلى يد لاعب شباب الأهلي.

تحدي الأبطال
تحت عنوان «تحدي الأبطال»، أقامت رابطة دوري المحترفين حفلاً مبسطاً قبل انطلاق المباراة، كان بطله الرئيس «الأنيميشن» وهي الصور الكارتونية المتحركة التي استخدمت أرضية استاد آل مكتوم، محتضن اللقاء، شاشة عرض لها، حيث استغرق العرض دقائق عدة بسيطة، تناول قصة المنافسة بين البطلين شباب الأهلي والشارقة للوصول إلى هذه المباراة، ومشوار التحدي الذي خاضه كل منهما للتتويج بدرع دوري الخليج العربي في الموسم الماضي بالنسبة للشارقة، أو الفوز بكأس رئيس الدولة فيما يتعلق بفرسان شباب الأهلي، وهو ما فتح لهما الطريق للوصول إلى هذه المواجهة.
وتضمن العرض تجسيد بعض الشخصيات المؤثرة في صفوف الفريقين بشكل كارتوني مميز، مثل عبدالعزيز العنبري، المدير الفني للشارقة، وبعض نجوم فريقه، وكذلك الأرجنتيني رودلفوا اروابارينا، مدرب شباب الأهلي، ونجوم من فريقه.

جمعة أساسياً بعد غياب
دفع عبدالعزيز العنبري المدير الفني للشارقة، باللاعب عمر جمعة ربيع، منذ بداية المباراة، بعدما ظل لفترات طويلة على «دكة البدلاء»، وتقتصر مشاركته على الدقائق الأخيرة، على حساب سيف راشد.
وأظهر سيف راشد مستوى متميزاً للغاية في آخر مباريات الموسم الماضي، خاصة الحاسمة منها، من حيث صناعة الأهداف وتسجيلها، بينما شارك عمر جمعة، في 17 مباراة، منها 3 أساسياً أولها أمام الوحدة 3 ديسمبر 2018، والثانية ضد «العنابي» أيضاً يوم 15 مايو 2019، والثالثة ضد الإمارات 25 مايو 2019.